اانت الزائر رقم

السبت، 23 يوليو 2011

لندن

لندن ياصديقي الطبيب مدينه غريبة جدا .جميله جدا وقبيحة جدا.وديعة جدا وعنيفة جدا.حضاريه جدا وبدائيه جدا.مثاليه جدا وانتهازيه جدا .بريئة جدا ومنحله جدا .مؤمنه جدا وكافره جدا .صديقه جدا وعدوه جدا.أم التناقضات والمتناقضات.حتى سكانها يحبونها جدا ويكرهونها جدا .الشعراء الرومانسيون ,بطبيعة الحال لايطيقونها اسمع ماقاله الرومانسي بليك عنها (اتجول في كل الشوارع الصادرة بمرسوم حيث يجري التايمز الصادر بمرسوم .والحظ على كل وجه أراه علامات الضعف.علامات الألم .وفي كل صرخة تصدر من كل رجل ,في كل صيحة خوف تعلو من طفل .في كل صوت وفي كل لفته اسمع الأغلال التي يصنعها العقل البشري.

أنين منظف المدخنة يهز كل كنيسة سوداء.وتنهدات الجندي اليائس تسيل كالدماء على جدران القصر.إلا إنني في شوارع منتصف الليل.لا اسمع سوى لعنة العاهرة الصبية.وهي تفجر دموع الطفل الوليد.وتستمطر الطواعين على مركبه الزفاف)هذا جانب حقيقي من لندن العاهرة الصبية والذين يسكنون الشارع.ولكنه جانب واحد ضمن جوانب عديدة.الحقيقة أكثر تعقيدا من الشعر .والشعر ازهي ألوانا من الحقيقة.لندن ياحكيم مثل الفيل في الاسطوره الهندية .والفقير يرى في لندن مالا يراه الغني.والغني جدا يرى في لندن مالا يراه الغني.الطلياني يرى في لندن مستعمره رومانيه قديمه اسمها لينديم .والخليجعربستيون يرون في لندن مربط خيلهم المخصصة للسباق والمناضلون يرون في لندن فضاء مفتوحا بدون رقابه أو مراقبين .في لندن تستطيع أن تصدر ماشئت من مطبوعات بدون إذن من احد .لاتوجد عاصمة تتساهل هذا التساهل مع حرية الرأي .لافي العالم الاول ولا في العالم العاشر.حتى باريس مدينه النور تضع بعض العوائق البيروقراطية .حتى واشنطن عاصمة المنافسة وهذه الحرية البريطانية في رأي الكثيرين تسيب وفوضى.والأمور نسبيه كما تعرف وفوضى المنقود هي حرية الناقد

وفي لندن صحافه مهاجرة من كل فج عميق.وصحفيون من كل جنس.ومفكرون من كل مله.ومحتالون من كل فصيلة ومبتزون من كل قبيلة.ولاجئون من كل شعب.والجميع يعيشون في لندن ويسبونها.خبز البخيل المأكول المذموم والهايد بارك كورنر موؤسسه لايوجد لها مثيل في العالم .ولن يوجد حتى لو توفرت الحريه في كل مكان أخر.كيف يتوفر الدم الانجليزي الشبم الذي يتحمل أفظع الاهانات ؟والعربستانيون ينقضون على ركن الخطباء

كما تنقض النسور على الجيفة .والنسور غير العقبان.النسور طيور قبيحة كريهة غير جارحه تقتات من الجيف.والعقبان هي تلك الطيور الجميلة الجارحة التي تتخذها معظم الدول شعارا لها .والصحافيون العربستانيون لايعرفون الفرق فهم كثيرا مايتحدثون نسور الجو والمقصود عقبان الجو ويندر بين البشر من ينظر بأكثر من عين واحده .المقامر لايرى في لندن سوى عاصمة القمار .وصاحب الخيار الجنسي البديل لايعرف في لندن إلا حانات الشاذين.والزاني يعتبر لندن اكبر تجمع عهري على ظهر الأرض.بعكس الذي يجيء لندن بحثا عن المكبيرا.ا لايرى من لندن إلا متاحفها ومكاتبها أو الذي يجيء بحثا عن قطع أثريه نادرة .وعاشق المسارح يعتبر لندن مسرحا كبيرا.والسيدات من كل لون وعمر وحجم يعتبرن لندن بوتيكا هائلا .

غازي القصيبي

الاثنين، 7 مارس 2011


رحل



ولم يترك لي دليل او عنوان او خبر


رحل


وتركني تائهه ابحث وابحث ولا امل


رحل


بعد ما قص جناحاي واتعب المقل


رحل


ورمى بي في فيضان من الهم والفكر


رحل


وكان صادق شجاع صريح بطل


رحل


بشجاعه وعزيمه ولطف وهجر


رحل


وتركني اجمع التناقضات والعلل


رحل


ولم يرجع او يعد بالرجوع او يبرر الغدر


رحل


وانا اعشق ترابه وانفاسه وحتى الزعل






رحل


وتمنيت صوته يزورني في ليل السهر


رحل


وشكوته للقريب والبعيد والكبير والطفل


رحل


ولبثت سنين ابحث عن برهانا او عذر


رحل


وارسلت خلفه الجبان والغبي والبطل


رحل


ولم ياتيني اي منهم بعنوانه او حتى تراب القبر


رحل


وترك كل شيئ وسار في عجل


رحل


ومع رحيله سرق قلبي وعيني وبعض العطر


رحل


ولازلت من سنين وسنين وسنين احاول ان اصل


رحل


ولم اصل الى بحوره ولا سماءه ولا حتى البر


رحل


وتركني معلقه بين سكره العشق وطول الدهر


رحل


وحنيني قوي في الاعماق وبين المقل


رحل


ولم يحدش حيائي او يمسسني بشر


رحل


وتركني امراء ميته في الاصل